الشيخ جمال عبد الحميد إبراهيم.. صوت الحكمة ورمز التسامح في المنيا
مجدي حجازي
في ربوع محافظة المنيا، حيث تتعانق القيم النبيلة مع روح الانتماء، يبرز اسم الشيخ جمال عبد الحميد إبراهيم كأحد الوجوه المضيئة التي سعت بكل إخلاص لنشر التسامح وترسيخ ثقافة الإصلاح المجتمعي. ابن قرية بني أحمد الغربية، نشأ في بيئة عُرفت بالعلم والتقوى، وسط عائلة "الملأ" التي لها جذور راسخة في حب القرآن والسُنة.
وُلد الشيخ جمال في 9 نوفمبر عام 1964، وتدرج في طلب العلم حتى نال الإجازة العالية في الشريعة والقانون، ثم التحق بتمهيدي ماجستير بكلية الآداب، وأكمل دراسته بدبلومة تربوية من جامعة الأزهر. ولأنه حافظ لكتاب الله، جعل من العلم والدعوة رسالة حياة، يعمل من خلالها على تنشئة أجيال من طلاب الأزهر على العبادة الصحيحة والفكر المعتدل.
ارتقى منبر وزارة الأوقاف خطيبًا وموجهًا، واشتهر بخطبه المؤثرة التي تمس القلوب، وتدعو إلى الخير والمحبة. إلا أن دوره لم يقتصر على المسجد، بل امتد إلى ساحات الإصلاح المجتمعي، حيث تولى منصب أمين عام لجنة صانعي السلام، وكان فاعلًا في لجنة المصالحات، مشاركًا بفعالية في حل النزاعات وإنهاء الخصومات، وداعمًا للسلم الأهلي بكل حكمة واقتدار.
أدرك الشيخ جمال أن البناء الحقيقي يبدأ من التفاهم والتعايش، فكان من أبرز الوجوه التي حرصت على مد جسور المحبة بين المسلمين والمسيحيين، وكان حاضرًا في المناسبات العامة والمبادرات الوطنية، مشاركًا في الندوات التي تعزز فكر الوسطية وتحارب الغلو والتطرف.
يُعرف بين الناس بتواضعه الجم وأخلاقه الرفيعة، لا يكلّ من خدمة الناس، ولا يتوانى عن نصرة الحق أو مساعدة المحتاج. ولذا اكتسب احترام الجميع، وأصبح محل ثقة ومحبة أينما حلّ.
إن سيرة الشيخ جمال عبد الحميد إبراهيم تمثل لوحة مشرقة في سجل الشخصيات المؤثرة في المنيا، وهو مثال حيّ على كيف يكون العالِم والداعية والمصلح في آنٍ واحد. فله منا كل التقدير، ودعاؤنا أن يبارك الله في جهوده، وأن يبقى منارة هدى ونبراس إصلاح في مجتمعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركة آرائكم وتعليقاتكم على موقع العاصمة دمياط