الغش التعليمي: مسئولية ولي الأمر والمعلم
الغش في الامتحانات لم يعد مجرد تصرف فردي، بل أصبح أزمة أخلاقية تهدد مستقبل التعليم وقيم المجتمع. يقع العبء الأكبر في هذه القضية على طرفين رئيسيين: ولي الأمر والمعلم.
ولي الأمر هو الركيزة الأولى في غرس القيم والمبادئ في الأبناء. عندما يبرر الغش بحجة النجاح أو تقليل الضغوط، فإنه يهدم قيمة النزاهة ويضع أساسًا هشًا لشخصية أبنائه. الأبناء يتعلمون مما يرونه ويسمعونه، والرسائل التي يتلقونها من أسرهم تشكل مواقفهم تجاه الحياة.
أما المعلم، فهو قدوة ومربي قبل أن يكون ناقلًا للمعرفة. تساهل بعض المعلمين مع الغش أو حتى المشاركة فيه يضرب مثالًا سيئًا للطلاب، ويقوض دور التعليم في بناء الأجيال. من واجب المعلم أن يغرس في طلابه قيم الصدق والاجتهاد، وألا يكون شريكًا في صناعة جيل يعتمد على الطرق الملتوية للوصول.
الغش جريمة أخلاقية قبل أن تكون تربوية، والسكوت عنها شراكة في الإثم. على الجميع – معلمين وأولياء أمور – أن يدركوا أن دورهم ليس فقط في التعليم، بل في التربية وبناء قيم سليمة تعزز النزاهة والاجتهاد في الأجيال القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركة آرائكم وتعليقاتكم على موقع العاصمة دمياط