ازدواجية المعايير وإنتهاك حقوق الإنسان في عالم متغير
بقلم السفير محمد الشال
في ظل العولمة والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، برز بوضوح مشكلة ازدواجية المعايير في تطبيق حقوق الإنسان. فبينما تُطالب الدول الكبرى المجتمع الدولي بضرورة احترام الحقوق الأساسية للإنسان، نجد أنها في الواقع تنتهك هذه الحقوق بشكل صارخ في مناطق نفوذها أو في دول حليفة لها. (طبعا بشكل واضح جدا
يتجلى ذلك في عدة مظاهر، منها على سبيل المثال:
- الموقف المزدوج من قضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، حيث تنتقد بعض الدول انتهاكات حقوق الإنسان في دول معينة بينما تتجاهل أو تبرر انتهاكات حلفائها.
- الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها الدول الكبرى على الدول الأصغر لإجبارها على تبني سياسات تخدم مصالحها الخاصة على حساب حقوق مواطنيها.
- ازدواجية المعايير في تطبيق العدل على الجميع
ويعد ضربا ً من الخيال استخدام بعض الدول لحق الفيتو فيما يسمى بتحطيم أى قرار يجمع عليه الأغلبية
هذه الممارسات تؤدي إلى تقويض مصداقية المنظومة الدولية لحقوق الإنسان وتقلل من فاعليتها. كما أنها تؤجج الشعور بالظلم والإحباط لدى الشعوب التي تتعرض لانتهاكات حقوقها.
في ظل هذا الواقع، يبرز التحدي الأكبر في كيفية تحقيق تطبيق عادل ومتساوٍ لمعايير حقوق الإنسان على الجميع دون تمييز أو ازدواجية. وهذا يتطلب إرادة سياسية حقيقية من قبل القوى الكبرى لاحترام هذه المعايير وعدم توظيفها لخدمة أجنداتها الخاصة. كما يتطلب تعزيز دور المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لرصد الانتهاكات ومحاسبة المخالفين بشكل موضوعي ودون تحيز.
موقع العاصمة دمياط هو موقع متخصص بكافة أخبار محافظة دمياط ودعم الشعب الدمياطي ومحاكاة جميع مشاكله اليومية والإجتهاد فى توفير حلول لمشاكل المواطن الدمياطي بكل مصداقية
الكاتب : العاصمة دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركة آرائكم وتعليقاتكم على موقع العاصمة دمياط